فصل: تفسير الآية رقم (20):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (20):

{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وشروه} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشروه} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشروه} قال: بيع بينهما بثمن بخس. قال: حرام، لم يحل لهم بيعه ولا أكل ثمنه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة {وشروه بثمن بخس} قال: هم السيارة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه {وشروه بثمن بخس} قال: باعوه بثمن حرام؛ كان بيعه حراماً وشراؤه حراماً.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وشروه بثمن بخس} قال: البخس، هو الظلم. وكان بيع يوسف عليه السلام وثمنه حراماً عليهم، وبيع بعشرين درهماً.
وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ أنه قضى في اللقيط أنه حر {وشروه بثمن بخس}.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه، أنه كره الشراء والبيع للبدوي وتلا هذه الآية {وشروه بثمن بخس}.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بثمن بخس} قال: البخس القليل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه قال: البخس، القليل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إنما اشتري يوسف عليه السلام بعشرين درهماً، وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلثمائة وتسعين إنساناً، رجالهم أنبياء، ونساؤهم صديقات، والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {دراهم معدودة} قال عشرون درهماً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {دراهم معدودة} قال: اثنان وعشرون درهماً لإخوة يوسف، أحد عشر رجلاً.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن نوف الشامي البكالي مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عطية رضي الله عنه في قوله: {دراهم معدودة} قال: عشرون درهماً، كانوا عشرة اقتسموا درهمين درهمين.
وأخرج أبو الشيخ، عن نعيم بن أبي هند {دراهم معدودة} قال: ثلاثون درهماً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عكرمة في قوله: {بثمن بخس} قال: البخس، القليل. {دراهم معدودة} قال: أربعون درهماً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {وكانوا فيه من الزاهدين} قال: إخوته، زهدوا فيه لم يعلموا بنبوّته ولا بمنزلته من الله ومكانه.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال: الذي اشتراه ظيفر بن روحب، وكان اسم امرأته راعيل بنت رعائيل.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما باع يوسف صاحبه الذي باعه من العزيز- واسمه مالك بن ذعر- قال حين باعه: من أنت؟- وكان مالك من مدين- فذكر له يوسف من هو وابن من هو، فعرفه فقال: لو كنت أخبرتني لم أبعك. ادع لي، فدعا له يوسف فقال: بارك الله لك في أهلك. قال: فحملت امرأته اثني عشر بطناً، في كل بطن غلامان.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أكرمي مثواه} قال منزلته.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة مثله.
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرس في يوسف فقال لامرأته: أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً، والمرأة التي أتت موسى فقالت لأبيها: يا أبت، استأجره، وأبو بكر حين استخلف عمر.
وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه قال: بلغنا أن العزيز كان يلي عملاً من أعمال الملك. وقال الكلبي: كان خبازه وصاحب شرابه وصاحب دوائه وصاحب السجن.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولنعلمه من تأويل الأحاديث} قال عبارة الرؤيا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {والله غالب على أمره} قال فعال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {والله غالب على أمره} قال لغة عربية.
وأخرج أبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه {والله غالب على أمره} قال: لما يريد أن يبلغ يوسف.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}
أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولما بلغ أشده} قال: ثلاثاً وثلاثين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {بلغ أشده} قال: خمساً وعشرين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله: {بلغ أشده} قال: ثلاثين سنة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {ولما بلغ أشده} قال: عشرين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {بلغ أشده} قال عشر سنين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ربيعة في قوله: {بلغ أشده} قال: الحلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال: لأشد الحلم، إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {آتيناه حكماً وعلماً} قال: هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {وكذلك نجزي المحسنين} يقول المهتدين.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وراودته التي هو في بيتها} قال: هي امرأة العزيز.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} قال: حين بلغ مبلغ الرجال.
وأخرج عبد الرزاق والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه، عن أبي وائل رضي الله عنه قال: قرأها عبد الله {هيت لك} بفتح الهاء والتاء، فقلنا له: إن ناساً يقرؤونها {هيت لك} فقال: دعوني، فإني أقرأ كما اقرئت أحب إلي.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قرأ {هيت لك} بنصب الهاء والتاء ولا يهمز.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {هيت لك} يعني (هلم لك).
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يقرأ كما يقرأ عبد الله {هيت لك} وقال: هلم لك، تدعوه إلى نفسها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {هيت لك} قال: هلم لك، وهي بالحورانية.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {هيت لك} قال: هلم لك وهي بالقبطية هنا.
وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {هيت لك} قال: تعال.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {هيت لك} قال: ألقت نفسها واستقلت له، ودعته إلى نفسها، وهي لغة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {هيت لك} قال: ألقت نفسها واستلقت له، لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ عن يحيى بن وثاب أنه قرأها {هيت لك} يعني بكسر الهاء وضم التاء يعني تهيأت لك.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {هئت لك} مكسورة الهاء مضمومة التاء مهموزة. قال: تهيأت لك.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {هيت لك} قال: تهيأت لك. قم فاقض حاجتك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت أحيحة الأنصاري وهو يقول:
به أحمى المصاب إذا دعال ** إذا ما قيل للأبطال هيتا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي وائل رضي الله عنه، أنه كان يقرأ {هئت لك} رفع، أي تهيأت لك.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة عن زر بن حبيش رضي الله عنه، أنه كان يقرأ {هيت لك} نصباً، أي هلم لك. وقال أبو عبيد كذلك. كان الكسائي يحكيها قال: هي لغة لأهل نجد، وقعت إلى الحجاز معناها: تعال.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عبد الله بن عامر اليحصبي رضي الله عنه، أنه قرأ {هيت لك} بكسر الهاء وفتح التاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه ربي} قال: سيدي، يعني زوج المرأة.
وأخرج ابن المنذر عن أبي بكر بن عياش رضي الله عنه في قوله: {إنه ربي} قال: يعني زوجها.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)}
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما همت به، تزينت ثم استلقت على فراشها، وهم بها وجلس بين رجليها يحل تبانه، نودي من السماء: يا بن يعقوب، لا تكن كطائر ينتف ريشه، فبقي لا ريش له، فلم يتعظ على النداء شيئاً حتى رأى برهان ربه جبريل عليه السلام في صورة يعقوب عاضاً على اصبعيه، ففزع فخرجت شهوته من أنامله، فوثب إلى الباب فوجده مغلقاً، فرفع يوسف رجله فضرب بها الباب الأدنى فانفرج له، واتبعته فأدركته، فوضعت يديها في قميصه فشقته حتى بلغت عضلة ساقه، فألفيا سيدها لدى الباب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه سئل عن هم يوسف عليه السلام، ما بلغ؟ قال: حل الهميان- يعني السراويل- وجلس منها مجلس الخاتن، فصيح به يا يوسف، لا تكن كالطير له ريش، فإذا زنى قعد ليس له ريش.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {ولقد همت به وهم بها} قال: طمعت فيه وطمع فيها، وكان من الطمع أن هم بحل التكة، فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت، فسترته بثوب أبيض بينها وبينه، فقال: أي شيء تصنعي؟! فقالت: استحي من الهي أن يراني على هذه الصورة. فقال يوسف عليه السلام: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب، ولا استحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت؟!... ثم قال: لا تنالينها مني أبداً. وهو البرهان الذي رأى.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وهم بها} قال: حل سراويله حتى بلغ ثنته، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته، فمثل له يعقوب عليه السلام، فضرب بيده على صدره فخرجت شهوته من أنامله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: رأى صورة أبيه يعقوب في وسط البيت عاضاً على ابهامه، فأدبر هارباً وقال: وحقك يا أبت لا أعود أبداً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: حل السراويل وجلس منها مجلس الخاتن، فرأى صورة فيها وجه يعقوب عاضاً على أصابعه، فدفع صدره فخرجت الشهوة من أنامله، فكل ولد يعقوب قد ولد له اثنا عشر ولداً، إلا يوسف عليه السلام فإنه نقص بتلك الشهوة ولداً ولم يولد له غير أحد عشر ولداً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: تمثل له يعقوب عليه السلام فضرب في صدر يوسف عليه السلام، فطارت شهوته من أطراف أنامله، فولد لكل ولد يعقوب اثنا عشر ذكراً، غير يوسف لم يولد له إلا غلامان.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: رأى يعقوب عاضاً على أصابعه يقول: يوسف يوسف.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: رأى آية من آيات ربه، حجزه الله بها عن معصيته. ذكر لنا أنه مثل له يعقوب عاضاً على أصبعيه وهو يقول له: يا يوسف، أتهم بعمل السفهاء وأنت مكتوب في الأنبياء؟ فذلك البرهان، فانتزع الله كل شهوة كانت في مفاصله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: مثل له يعقوب عليه السلام عاضاً على أصبعيه يقول: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن، اسمك في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء؟!...
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: رأى صورة يعقوب عليه السلام في الجدار.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: زعموا أن سقف البيت انفرج، فرأى يعقوب عاضاً على أصبعيه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} قال: إنه لما هم قيل له: يوسف، ارفع رأسك. فرفع رأسه فإذا هو بصورة في سقف البيت تقول: يا يوسف، أنت مكتوب في الأنبياء، فعصمه الله عز وجل.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه قال: رأى صورة يعقوب في سقف البيت تقول: يوسف، يوسف.
وأخرج ابن جرير من طريق الزهري، أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن البرهان الذي رأى يوسف عليه السلام، هو يعقوب.
وأخرج ابن جرير عن القاسم بن أبي بزة قال: نودي: يا ابن يعقوب، لا تكونن كالطير له ريش، فإذا زنى قعد ليس له ريش. فلم يعرض للنداء، وقعد فرفع رأسه فرأى وجه يعقوب عاضاً على أصبعه، فقام مرعوباً استحياء من أبيه.
وأخرج ابن جرير عن علي بن بديمة قال: كان يولد لكل رجل منهم اثنا عشر، اثنا عشر، إلا يوسف عليه السلام ولد له أحد عشر، من أجل ما خرج من شهوته.
وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية قال: نظر يوسف إلى صورة يعقوب عاضاً على أصبعه يقول: يا يوسف، فذاك حيث كف وقام.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال: يزعمون أنه مثل له يعقوب عليه السلام، فاستحيا منه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي قال: كان ابن عباس. رضي الله عنهما يقول: في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: رأى آية من كتاب الله فنهته، مثلت له في جدار الحائط.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: البرهان الذي رأى يوسف عليه السلام، ثلاث آيات من كتاب الله {وإن عليكم لحافظين. كراماً كاتبين. يعلمون ما تفعلون} [ الإنفطار، 10-11-12] وقول الله: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً. إذ تفيضون فيه...} [ يونس: 61-62] وقول الله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت...} [ الرعد: 33].
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن محمد بن كعب قال: رأى في البيت في ناحية الحائط مكتوباً {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} [ الإسراء: 32].
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: لما خلا يوسف وامرأة العزيز، خرجت كف بلا جسد بينهما، مكتوب عليه بالعبرانية {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت....} [ الرعد: 33] ثم انصرفت الكف وقاما مقامهما، ثم رجعت الكف بينهما، مكتوب عليها بالعبرانية {ان عليكم لحافظين. كراماً كاتبين. يعلمون ما تفعلون} [ الإنفطار: 10-11-12] ثم انصرفت الكف وقاما مقامهما، فعادت الكف الثالثة، مكتوب عليها {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} [ الإسراء: 32] وانصرفت الكف وقاما مقامهما، فعادت الكف الرابعة، مكتوب عليها بالعبرانية {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} [ البقرة: 281] فولى يوسف عليه السلام هارباً.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: {لولا أن رأى برهان ربه} قال: آيات ربه، رأى تمثال الملك.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد رضي الله عنه قال: لما دخل يوسف عليه السلام معها البيت، وفي البيت صنم من ذهب قالت: كما أنت، حتى أغطي الصنم، فإني أستحي منه. فقال يوسف عليه السلام: هذه تستحي من الصنم، أنا أحق أن أستحي من الله. فكف عنها وتركها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر رضي الله عنه في قوله: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} قال: الزنا والثناء القبيح.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {إنه من عبادنا المخلصين} قال: الذين لا يعبدون مع الله شيئاً.