الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **
من أهل المملكة وما يستحقه كل منهم من المكاتبات. وهم ثلاثة أنواع " النوع الأول " أرباب السيوف وهم على ثلاثة أقسام " القسم الأول الصنف الأول " نواب السلطنة الشريفة وهم أربعة نواب " الـأول - النائـب الكافـل: وهـو نائـب السلطنـة الشريفـة بالحضرة. وقد تقدم في الكلام على المسالك والممالـك فـي المقالـة الثانيـة أنـه أعلـى نـواب السلطـان رتبـة. قـال فـي " التثقيـف ": وقل أن يكاتب إلا إذا كان السلطان مسافراً في غزاة أو سرحة للصيد. ورسـم المكاتبـة إليـه علـى مـا ذكـره فـي " التعريـف ": أعـز اللـه تعالـى أنصار الجناب الكريم على ما تقدم في الدرجـة الثانيـة مـن الدرجـات العشـر. قـال فـي " التعريـف ": وقـد رأيـت بعـض الكتـاب قـد كتـب فـي ألقابـه بعـد الأميـري " الآمـري ". قال: والكاتب المذكور كاتب صالح في المعرفة وليس بحجـة وكتابتـه الآمـري ليست بشيء وإنما حمله عليها كثرة الملق. وقد نقل في " التعريف " عن هـذا الكاتـب أنـه كتـب فـي تعريفـه " نائـب السلطنـة وكافل الممالك الشريفة الإسلامية ". قال: وهو مقبول منه. ثم قال: والذي أراه أن يجمع ذكر النيابة والكفالة في تقليده فيقال: " أن يقلد نيابة السلطنة المعظمة وكفالة الممالك الشريفة الإسلامية " أو ما هذا معنـاه نحـو: " وكفالـة الممالـك الشريفة: مصراً وشاماً وسائر البلاد الإسلامية أو الممالك الإسلامية " ونحو ذلك. فأما في تعريف الكتب فقد جرت عادة نواب الشام أن تقتصر في كتبها إليه على " كافل الممالـك الإسلاميـة المحروسـة ". قـال: ولعمـري في ذلك مقنع وإن في الاقتصار عليها ما هو أكثر فخامـة. وعليـه عمـل أكثر الكتاب بديوان مصر أيضاً ويؤيده أنهم مقتصرون فيما يكتب بإشارته على هذا التعريف فاعلم ذلك. ورسم المكاتبة إليه على ما استقر عليه الحال على ما ذكره في " التثقيف ": أعز الله تعالى أنصـار المقـر الكريـم كمـا فـي الدرجـة الأولـى مـن الدرجات العشر والعلامة إليه " أخوه ". وتعريفه: " كافل الممالك الشريفة الإسلامية أعلاها الله تعالـى ". قـال فـي " التثقيـف ": وإنمـا كتـب لـه أعـز اللـه تعالـى أنصـار المقـر وزيـدت ألقابـه علـى مـا كانـت عليه لما كتب بذلك لنائب الشام في ولاية بيدمر الخوارزمي وكافل المملكة يومئذ الأمير منجك فلزم أن يكتب له مثله لئلا يكون نائب الشام مميزاً على كافل السلطنة على ما سيأتي في الكلام على مكاتبة نائب الشام. قـال في " التعريف ": أما نائب الغيبة وهو الذي يترك إذا غاب السلطان والنائب الكافل وليس إلا لأخماد النوائر وخلاص الحقوق فحكمه كحكمه في المكاتبة إليه. الثاني - نائـب ثغـر الإسكندريـة المحـروس: وهـو ممـن استحدثـت نيابتـه فـي الدولـة الأشرفيـة " شعبـان بن حسين " عند طروق العدو المخذول في سنة سبع وستين وسبعمائة من الفرنج المخذولين. ورسم المكاتبة إليه: ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي على ما تقدم ذكره إلا أنه لا يقال في ألقابه " الكافلي " والعلامة الشريفة لـه " والـده " وتعريفـه " نائـب السلطنـة الشريفـة بثغـر الإسكندرية المحروس ". واعلم أن بالإسكندرية حاجباً يكاتب عن الأبواب السلطانية. قال في " التثقيف ": ورسم المكاتبة إليه: " هذه المكاتبـة إلـى المجلـس السامـي " إن كـان طبلخانـاه و " يعلـم مجلـس الأميـر " إن كـان عشرة والعلامة الشريفة له الاسم بكل حال. وتعريفه " الحاجب بثغر الإسكندرية المحروس ". الثالث - نائب الوجه القبلي: وقد تقدم أن مقر ولايته مدينة أسيوط وأن استحداث نيبته كان في الدولة الظاهرية " برقوق " في سنة ثمانين وسبعمائة. ورسـم المكاتبـة إليـه: " ضاعـف اللـه تعالـى نعمـة الجنـاب العالـي " علـى مـا تقـدم ذكره. ولا يقال فيه " الكافلي " أيضاً والعلامة الشريفة " والده " وتعريفه " نائب السلطنة الشريفة بالوجه القبلي ". الرابع - نائب الوجه البحري: وقد تقدم أن مقر ولايته مدينة دمنهور الوحش من أعمال البحيرة وأن نيابته استحدثت بعد نيابة نائب الوجه القبلي ولذلك لم يتعرض له في " التثقيف ". ورسم المكاتبة إليه: " ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي " كما في نائب الوجه القبلي. والعلامة الشريفة له " أخوه " وتعريفه " نائب السلطنة الشريفة بالوجه البحري ". الصنف الثاني وقد تقدم أنه كان قبل استقرار نيابتي الوجهين: القبلي والبحري كاشفان بالوجهين المذكورين: كاشف بالوجه القبلي وكاشف بالوجه البحري. فلما استقر النيابتان استقر بالفيوم والبهنساوية كاشف وبالشرقية وما قاربها كاشف وكل منهما أمير طبلخاناه. ورسـم المكاتبـة إلـى كـل منهمـا: " صـدرت هـذه المكاتبـة إلى المجلس السامي " والعلامة لكل منهما الاسـم الشريف وتعريف كاشف الفيوم " الكاشف بالفيوم والبهنساوية " وتعريف الآخر " الكاشف بالوجه البحري ". الصنف الثالث " الولاة بالوجهين: القبلي والبحري " وكل من ولاة الوجهين لا يخرج عن طلبخاناه أو عشرة وما في معناها كالعشرين ونحوها. فأما الوجه القبلي ففيه ستة ولاه منهـم ثلاثـة طبلخانـاه: وهـم والـي قـوص وإخميـم. ووالـي الأشمونين. ووالي البهنسا. ومنهم ثلاثة عشرات: وهم والي الجيزية وكان قبل ذلك طبلخانـاه. ووالـي إطفيـح. ووالـي منفلوط وكان قبل ذلك طبلخاناه وهو اليوم إمرة عشرين. وأمـا الوجـه البحـري ففيه سبعة ولاة: منهم ثلاثة طبلخاناه. وهم والي الغربية. ووالي المنوفية. ومنهم أربعة عشرات وهم: والي قليوب. ووالي أشموم. وهي الدقهلية والمرتاحية. ووالي دمياط. ووالي قطيا. ورسـم المكاتبـة إلـى كـل مـن ولـاة الطبلخانـاه منهـم: " هـذه المكاتبـة إلـى المجلـس السامـي " وإلـى كـل من ولـاة العشرات منهم " يعلم مجلس الأمير " والعلامة لكل من الطبلخاناه والعشرات الاسم الشريف وتعريف كل منهم " والي فلانة ".
" من يتوجه من الأبواب السلطانية من الأمراء لبعض الأعمال المتقدمة الذكر: لكشف الجسور وعمارتها أو لتخضير البلاد أو لقبض الغلال " قـال فـي " التثقيـف ": فمـن كـان منهـم طبلخانـاه فرسـم المكاتبـة إليـه السامي بالياء. ومن كان منهم عشرة فرسم المكاتبة إليه السامي بغير ياء. والعلامة للجميع الاسم الشريف. قال: ولا تذكر الوظيفة التي توجه بسببها ولا الإقليم الذي هو به. الصنف الخامس " باقي الأمراء بالديار المصرية " وقد رتبهم في " التعريف " على أربع مراتب: المرتبة الأولى - مقدمـو الألـوف وقـد ذكـر أن لكبارهـم أسـوة كبـار النـواب بالممالـك الشاميـة كالشام وحلب. ولأوسطهم " أسوة أوسطهم " كحماة وطرابلس وصفـد. ولأصغرهـم أسـوة أصغرهم كغزة وحمص. ثم قال: فاعلم ذلك وقس عليه. ثم قال بعد ذلك: والذي نقوله أن لكبار المقدمين بالأبواب السلطانية " الجناب الكريم " " ثم الجناب العالي " ثم " المجلس العالي ". وهذا علـى مـا كـان فـي زمانـه أمـا على ما استقر عليه الحال آخراً فإنه يكون لكبارهم " المقر الكريم " كما يكتب للأتابك الآن ثم " الجناب الكريم " ثم " الجناب العالي " ثم " المجلس العالي ".
قد ذكر أن منهم من يكتب له " المجلس العالي " كمن يكون معيناً للتقدمة وله عدة ثمانين فارساً أو سبعين فارساً أو نحو ذلك وكالمقربين من الخاصكية أو من له عراقة نسب كبقايا الملـوك أو أربـاب وظائـف جليلـة: كحاجـب كبيـر أو إستـدار جليـل أو مدبر دولة لم يصرح له بالوزارة أودوادار متصرف. ثم قال: وهؤلاء وإن كتب لهم بالمجلس العالـي فإنـه يكتـب لهـم بغيـر افتتـاح بالدعـاء والكتابـة لهـم بالعالي على سبيل العرض لا الاستحقاق وإلا فأجل رسم مكاتبة أمراء الطبلخاناه " السامي " بالياء ولجمهورهم " السامي " بغير.
المرتبـة الثالثـة - العشـرات. وذكـر أن لكـل منهـم " مجلـس الأميـر " ثـم قـال: فـإن زيـد قـد أحد لسبب المرتبـة الرابعـة - مقدمـو الجنـد. وقـد ذكـر أن لهـم أسـوة أمـراء العشـرات في المكاتبة. ثم قال: وأما الجنـد فالأميـر الأجل. وأما جند الأمراء فلاطواشي. وكأنه يريد ما إذا كتب بسببهم مكاتبة أو كتب لأحد منهم توقيع وإلا فالجند لا يكاتب أحد منهم عن الأبواب السلطانية حتى ولا نواب القلاع بالشام كما سيأتي ذكره هناك إن شاء الله تعالى. الصنف السادس " العربان بالديار المصرية وبرقة " وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في الكلام على أنساب العرب فيما يحتاج إليه الكاتب في المقالة الأولى. وقد ذكر في " التعريـف " أن العـرب بمصـر فـي الوجهيـن القبلـي والبحـري جماعـات كثيـرة وشعـوب وقبائـل. ثـم قـال: ولكنهـم علـى كثـرة أموالهم واتساع نطق جماعاتهم ليسوا عند السلطان في الذروة ولا السنام إذ كانوا أهل حاضرة وزرع ليس منهم من ينجد ولايتهـم ولا يعـرق ولا يشئم ولا يخرجون عن حدود الجدران وعلى كل حال فالمندل الرطب في أرجائه حطب. ثم قد قسم منازلهم إلى الوجه القبلي والوجه البحري وذكر أن بكل من الوجهين من يكاتب عن الأبواب السلطانية.
قال في " التعريف ": وأمراؤهم عرب الديار المصرية. قال: وهم أشبه القوم بالتخلق بخلائق العرب في الحل والترحال يغربون إلى القيروان وقابس ويفدون على الحضرة السلطانية وفـود أمثالهـم مـن أمـراء العـرب. وذكـر أن الإمرة فيهم في زمانه كانت في محمد بن أبي سليمان وفائد بن مقدم. وقال: إن رسم المكاتبة إلى كل منهما: " هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأمير " والعلامة السلطانية " أخوه " ولم يتعرض لتعريفهما والذي يظهر أن تعريف كل منهما اسمه. أما بعده فقد تغيرت تلك الأحوال وتناقصت رتبة عرب البحيرة وزالت الإمرة عنهم ولم يبق فيهـم إلا مشـاع عربـان ذوو أمـوال جمـة كـان منهـم فـي الدولـة الأشرفيـة " شعبـان بـن حسيـن " رحاب وموسى بن خضر وأولاد بدران الغريني ومن جرى مجراهم ثم صار اليوم بهـا بـن رحـاب وخضر بن موسى.
وقد ذكر في " التعريـف ": أنـه كـان فـي زمانـه منهـم نجـم بـن هجـل شيـخ عائـد. وذكـر أنـه دون محمـد بن أبي سليمان وفائد بن مقدم: أميري عرب البحيرة. ثم قال: ورسم المكاتبة إليه: " هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأمير ". قلت: ثم تغيرت الأحوال بعد ذلك وصارت رياسة عرب الشرقية متداولة في جماعة إلى أن كان منهم فـي الدلـة الظاهريـة " برقـوق " محمـد بـن عيسـى أميـر وأولادهـم وكانـت الإمـرة فيهـم أولاً فـي ثم قتل بسيف السلطان في الدولة الناصرية " فرج بن برقوق " واستسقر مكانه. وأمـا عـرب الوجـه القبلـي فقـد ذكـر فـي " التعريـف " أنـه كان منهم في زمانه نفران: أحدهما ناصر الدين عمر بن فضل. وذكر أن رسم المكاتبة إليه " هذه المكاتبة إلى المجلس السامي " أيضاً. وثانيهما سمرة بن مالك. قال: وهو ذو عدد جم وشوكة منكية يغزو الحبشة وأمم السودان ويأتي بالنهاب والسبايا وله أثر محمود وفعل مأثور. وفد على السلطان وأكرم مثواه وعقد له لواء وشرف بالتشريف وقلد ذلك وكتب إلى ولاة الوجه القبلي عن آخرهم وسائر العربان به بمساعدته ومعاضدته والركوب للغزو معه متى أراد. وكتـب لـه منشـور بمـا يفتـح مـن البلـاد وتقليد بإمرة العربان القبلية مما يلي قوص إلى حيث تصل غايته. ثم قال: ورسم المكاتبة إليه " السامي الأمير " كمن تقدم. قلـت: ثـم كـان بعـد ذلـك عـدد مـن أمـراء العربـان كـان آخرهم أبو بكر بن الأحدب. ثم لما انتقلت هـوارة إلـى الوجـه القبلـي صـارت الإمـرة فيهـم فـي الصعيـد الأدنـى فـي بنـي غريـب وأميرهـم الآن وفي الصعيد الأعلى في بني عمر وأميرهم محمد بن عمر ورسم المكاتبة إلى كل منهما. وأمـا عـرب برقـة فقـد ذكـر فـي " التعريـف " أنـه لـم يبـق منهـم فـي زمانـه مـن يكاتـب إلا جعفـر بـن عمر وأنه كان لا يزال بين طاعة وعصيان ومخاشنة وليان وأن أمراء عرب البحيرة كانت تغري به وتغير خاطر السلطان عليه وأن الجيوش كانت تمتد إليه وقل أن ظفرت منه بطائل أو رجعت بمغنم إن أصابته نوية من الدهر. وكان آخر أمره أنه ركب طريق الواح حتى خرج من الفيوم وطـرق بـاب السلطـان لائـذاً بالعفـو ولـم يسبـق بـخ خبـر ولـم يعلـم السلطـان بـه حتى استأذن المستأذن عليه وهو في جملة الوقوف بالباب فأكرم أتم الكرامة وشرف بأجل التشاريف وأقام مدة في قرى الإحسان وإحسان القرى. وأهله لا يعلمون بما جرى ولا يعرفون أين يمم ولا أي جهة نحا حتـى أتتهـم وافـدات البشائر. وقال له السلطان: لأي شيء ما أعلمت أهلك بقصدك إلينا قال: خفـت أن يقولوا: يفتك بك السلطان فأتثبط. فاستحسن قوله وأفاض عليه طوله ثم أعيد إلى أهله فانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء ولا رثى له صاحب ولا شمت به عدو. النوع الثاني " ممن يكاتب عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية أرباب الأقلام وهم على ضربين: " " أرباب الدواوين من الوزراء ومن في معناهم " قال في " التعريف " ولم تـزل مكاتبـة أجـلاء الـوزراء ب " المجلـس العالـي ". ثـم كتـب لآخرهـم بالديـار المصريـة " الجنـاب العالـي ". وكتبـت بالشـام للصاحـب عـز الديـن أبـي يعلـى حمـزة بـن القلاقسـي رحمه الله لجلالة قدره وسابقة خدمه وعناية من كتب إليه بها. ثم قال: والذي استقر عليه الحال للوزير بمصر " الجناب ". أما من يجري مجرى الوزراء ولا صريح له بها: مثـل ناظـر الخـاص وكاتـب السـر وناظـر الجيـش وناظـر الدولـة وكتـاب الدسـت ف " السامـي " باليـاء ومـن دون هؤلاء بغي رياء ثم " مجلس القاضي أو الصدر ". قلـت: وكأنـه يريـد ألقـاب هـؤلاء فـي الجملـة إمـا فـي مكاتبـة تكتـب بسبـب أحـد منهم وإما في توقيع ونحوه يكتب لأحدهم وإلا فمن من الأصاغر لا يكاتب عن الأبواب السلطانية عادة. والـذي صرح في " التثقيف " بذكر المكاتبة إليه من هذا الضرب نفران: الـأول - كاتـب السـر إذا تخلف عن الركاب السلطان لعارض. وذكر أن رسم المكاتبة إليه: " أدام اللـه تعالـى نعمـة المجلس العالي " على ما تقدم ذكره والعلامة " أخوه " وتعريفه " صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة ". الثانـي - ناظـر الخـاص الشريـف. وذكـر أن رسـم المكاتبـة إليـه علـى مـا استقـر عليـه الحـال فـي أيـام ابـن نقـولا " أدام اللـه تعالـى نعمـة المجلـس العالـي " علـى مـا تقـدم ذكـره والعلامة " الاسم " وتعريفه " ناظر الخواص الشريفة ". قلـت: ولم يتعرض لمكاتبة الوزير إنما ذكر ألقابه في الألقاب العامة مما يكتب في الولاية وغيرها ولا يستغنـى عـن ذكـر المكاتبـة إليـه وقـد تقدم في كلام صاحب " التعريف " أن الذي استقر عليه الحال في المكاتبة إليه " الجناب العالي " ولم يعيـن صـورة الدعـاء لـه. والـذي ذكـره فـي " التثقيـف " فـي ألقابه أن الدعاء له " ضاعف الله تعالى نعمته " وحينئذ فتكون المكاتبة إليه إن كتب إليـه " ضاعف الله تعالى نعمة الجناب العالي " بالألقاب السابقة.
قـد ذكـر فـي " التعريـف " أن كـلاً مـن قضـاة القضـاة بمصـر يكتـب لـه " المجلـس العالي " والمحتسب بها يكتب له ب " السامي " بالياء ومن دونهم من أرباب الوظائف الدينية وبقية العلماء وأكابرهم: " السامـي " بغيـر يـاء ومـن دونهـم " مجلـس القاضـي " أو " الشيـخ " بحسب ما يليق به. وكأنه يريد مطلق الألقاب كما تقدم في غيره وإلا فهؤلاء لا يكاتبون عن الأبواب السلطانية. ولم يذكر في " التثقيف " مكاتبة لأحد من أرباب الوظائف الدينية سوى قاضي القضاة تاج الدين الإخنائي المالكـي وقـد حـج فـي سنـة سبـع وستيـن وسبعمائـة فـي الدولـة الناصريـة " حسـن " جواباً عما ورد منـه وكتـب لـه الدعـاء و " المجلـس العالـي ". والعلامة الاسم. قال: وأما قاضي القضاء عز الدين بن جماعة فإنه كان يحج ويجاور كثيراً ولكني لم أره كتب له قط وأنا شاك في أمره. قلـت: رأيـت فـي " إيقـاظ المتغفل " لابن المتوج أنه كتب إليه وهو مجاور بمكة: " أعز الله تعالى أحكام المجلس العالي " ولم يتعرض للعلامة والظاهر أن العلامة له " أخوه " ويكـون التعريـف " قاضي القضاة الشافعية أو المالكية بالديار المصرية ". النوع الثالث " ممن يكاتـب عـن الأبـواب السلطانيـة ممـن بالديـار المصريـة الخونـدات السلطانيـة: مـن زوجـات السلطان وأقاربه ممن تدعو الضرورة إلى مكاتبته لسفره أو لسفر السلطان " وقد ذكر في " التثقيف " منهن جماعة نذكرهن ليكن أنموذجاً لمن يكون في معناهن. الأولـى - ابنـة المقـام الشريـف الشهيـد الناصـري " محمـد بـن قلـاوون " لمـا كانـت بحلـب مع زوجها أبي بكر بن أرغون كتب إليها ما صورته: " الذي يحيط به علم الحرمة الشريفة العالية المصونة الولديـة عصمـة الديـن جلـال النسـاء شـرف الخواتيـن سلسلـة الملـوك والسلاطيـن ضاعـف اللـه تعالى جلالها " والعلامة " ولدها " وتعريفها " الدار السيفية بحلب " والأسطر متقاربة كالملطف. الثانية - طغاي زوجة المقام الشريف الناصري المشار إليه المعروفة بـأم أنـوك كتـب إليهـا لمـا توجهـت إلـى الحجـاز الشريف: " ضاعف الله تعالى جلال الجهة الشريفة المعظمة المصونة الكبرى خوند خاتون جلال النساء في العالمين سيدة الخواتين قرينة الملوك والسلاطين ". ثم الدعاء والعلامة الاسم الشريف وتعريفها " والدة المقر الكريم الولدي السيفي أنوك ": والأسطر على ما تقدم في المكاتبة السابقة. الثالثة - أخت المقام الشريف الناصر حسن جهة الأمير طـاز كتـب لهـا لمـا كانـت بالحجـاز الشريـف: " ضاعـف اللـه تعالـى جلـال الجهـة الشريفة العالية الكريمة المحجبة المصونة الكبرى الخاتون جلال النساء في العالمين جميلة المحبجـات جليلـة المصونـات كريمـة الملـوك والسلاطيـن والعلامـة " أخوها ". الرابعـة - الحاجـة السـت حـدق. كتـب لهـا وهـي بالحجاز الشريف عن الناصر حسن: " ضاعف اللـه تعالـى جلـال الجهة الشريفة العالية الكبيرية المحجبية المصونية الحاجية الوالدية جلال النساء في العالمين بركة الدولة والدة الملوك والسلاطين ". ثم الدعاء والعلامة الاسم الشريـف وتعريفهـا " الحاجة ست حدق ". الخامسة - والدة السلطان الملك الأشرف " شعبان بن حسين ". وكتب إليها عند توجههـا للحجـاز الشريـف: " ضاعـف اللـه تعالـى جلـال الجهـة الشريفـة ". ثم قال: وقد كنت أنكرت ذلك: لأنه كان يعظمها كثيراً ويقبل يديها غالباً فكان يمكن أن يكتب لها بتقبيل اليد. قلت: وصورة المكاتبة على ما رأيته في بعض الدساتير: " ضاعف الله تعالى جلال حجاب الجهة الشريفة العالية الكبرى المعظمة المحجبة العصمي الخاتوني جلال النساء في العالمين سيدة الخواتين جميلة المحجبات جليلة المصونات والدة الملوك والسلاطين " ثم الدعاء وكانت الكتابة لها في ورق دمشقي في قطع الفرخة بالطول كاملة بقلم الثلث الخفيف أو التوقيع. القسم الثاني " من يكاتب بالممالك الشامية وهم أربعة أنواع " النوع الأول " أرباب السيوف من النواب الكفال وأتباعهم وهي ثمان نيابات " النيابة الأولى " نيابة دمشق المعبر عنها في عرف الزمان بالمملكة الشامية " والمكاتبون بها عن الأبواب السلطانية ضربان: الضرب الأول الأول - كافل السلطنة بها وهو من أكابر مقدمي الألوف. وكان رسم المكاتبة إليه على ما أورده المقر الشهابي بن فضل الله في " التعريـف ": " أعـز اللـه تعالـى نصـرة الجنـاب الكريـم ". قـال فـي " التثقيـف ": ولـم تـزل المكاتبـة إليـه كذلـك مـن بعـد الدولة الشهيدية الناصرية محمد بن قلاوون إلى آخـر سنـة خمـس وسبعيـن وسبعمائـة واستقـر الأميـر بيدمـر الخوارزمـي نائـب السلطنة بها في ولايته الثالثة في الدولة الأشرفية " شعبان بن حسين " فاستقـر رسـم المكاتبـة إليـه: " أعـز اللـه تعالـى أنصـار المقـر الكريـم " علـى الرسـم المتقـدم والعلامة الشريفة إليه " أخوه " وتعريفه " نائب السلطنة الشريفة بالشام المحروس ". قال في التثقيف ": " أو كافل المملكة الشامية المحروسـة " ولا يقـال فـي نعوتـه: كافـل السلطنة. الثاني - نائـب قلعـة دمشـق. ورسـم المكاتبـة إليـه " صـدرت هـذه المكاتبـة إلـى المجلـس العالـي " علـى ما تقدم رسمه. والعلامة " والده ". قال في " التثقيف ": ثم استقرت المكاتبة إليه " السامي " بالياء: لأنه طبلخاناه والعلامة الشريفة له الاسم. وتعريف " نائب القلعة المنصورة بدمشق المحروسة ". الثالـث - حاجـب الحجـاب بهـا. ورسـم المكاتبـة إليـه. " أدام اللـه تعالـى نعمـة المجلس العالي " على ما تقدم رسمه والعلامة الشريفة له " والده " وتعريفه " أمير حاجب بالشام المحروس ".
|